الأستاذ الدكتور/ كمال محمد جاه الله الخضر
أكاديمي سوداني*
تمهيد:
يهدف هذا المقال إلى تكملة المسيرة الساعية إلى فهم تغطية مجلة الفروين بوليسي الأمريكية للأحداث في السودان، التي بدأناها بمقال سبق نشره، تبين من خلاله أن الفورين بوليسي صوّرت المشهد السياسي السوداني، ما قبل حرب 15 أبريل 2023، لا سيما في العام الذي أعقب إجراءات البرهان التصحيحية (الانقلاب)- بأنه تسيطر عليه عناصر قابلة للانفجار في أية لحظة، وأن حياة السودانيين في الخرطوم العاصمة- تحولت إلى جحيم، بسبب التحشيد والتحشيد المضاد بين المجلس العسكري والقوى المدنية. وأن هناك قنبلة، تلوح في الأفق، توشك أن تنفجر على الجميع. وقد انفجرت بالفعل في أوجه الجميع؛ لتعلن دخول البلاد في حرب طاحنة، ما تزال مستمرة.
في منحى مشابه، تمت الإشارة في المقال السابق- إلى أن آخر عمل صحفي نشرته الفورين بوليسي قبل حرب 15 أبريل 2023- كان بتاريخ 29 أكتوبر 2022، مما يعني أن هناك نحو ستة أشهر قبل بداية الحرب، انقطعت فيها هذه المجلة عن الكتابة في ما يخص تغطية أحداث السودان. ولكن مع البداية الفعلية لحرب 15 أبريل عادت إلى الكتابة مرة أخرى، بعد 4 أربعة أيام فقط من قيامها، حيث نشرت يوم 19 أبريل 2023 عملين صحفيين، أتبعت بخمسة أعمال صحفية خلال شهر أبريل، الذي بدأت فيه الحرب، ليصل العدد إلى سبعة أعمال. ثم استمرت بعد ذلك في كتابة سرديتها عن هذه الحرب.